مقالات

د. أحمد الجيوشي يكتب : التعليم وقيم التنمية المستدامة

 

أطلقت منظمة الامم المتحدة في عام ٢٠١٥ الاجندة الاممية لاهداف التنمية المستدامة كغايات ينبغي الوصول اليها بحلول عام ٢٠٣٠، حيث تنطوي الاجندة الوطنية علي ١٧ هدف اممي وفي القلب منها الهدف رقم ٤ الخاص بالتعليم بغاية الوصول لجودة النظم التعليمية في كل الدول الاعضاء، وتتضمن الاجندة الهدف رقم ١ (القضاء علي الفقر) والهدف رقم ٢ (القضاء علي الجوع) و الهدف رقم ٣ (الرعاية الصحية) و الهدف رقم ٤ (التعليم الجيد) و الهدف رقم ٥ (المساواة بين الجنسين) والهدف رقم ٦ (مياه الشرب النظيفة و الصرف الصحي) و الهدف رقم ٧ (الطاقة النظيفة باسعار مناسبة) و الهدف رقم ٨ (فرص العمل اللائقة) و الهدف رقم ٩ (الصناعة و الابتكار) و الهدف رقم ١٠ (التكافؤ وعدم التمييز) والهدف رقم ١١ (المدن و المجتمعات المستدامة) والهدف رقم ١٢ (زيادة الانتاج و خفض الاستهلاك) والهدف رقم ١٣ (حماية البيئة و المناخ) والهدف رقم ١٤ (رعاية البيئة البحرية) و الهدف رقم ١٥ (حماية الطبيعة والمحميات) و الهدف رقم ١٦ (العدالة و السلم الدوليين) و الهدف رقم ١٧ (الشراكة و المسئولية الدولية).

يتضح مما سبق ان العمل علي تحقيق الغايات السبعة عشر هو مسئولية و التزام دولي علي كل دولة من الدول الاعضاء ، و طالما انه التزام اممي فيصبح من المحتم علي كل دولة من الدول ان تضع من الادوات و الاساليب ما يمكنها من انجاز ما يتوجب عليها انجازه من اجل تحقيق هذه الغايات، وصحيح ان التعليم ذاته هو هدف من الاهداف السبعة عشر (الهدف رقم ٤) بغية الوصول الي التعليم الجيد الشامل و المتاح بعدالة و تكافؤ الفرص، لكن التعليم فوق ذلك هو الاداة الاهم لنشر قيم التنمية المستدامة وتنمية الوعي بها و ادوات تحقيقها في كل دولة من الدول.

لهذا السبب تنشط المراكز البحثية و المنظمات والجامعات في اعداد تصورات عديدة لتنظيم دور “التعليم” في التوعية و غرس قيم التنمية المستدامة داخل كل قطر من الاقطار سواء من خلال تطوير المناهج الدراسية او تدريب المعلمين و تنظيم الانشطة الطلابية لخدمة هذا الغرض النبيل و الضروري من اجل تهيئة مستقبل افضل مستدام للاجيال القادمة، حيث تتمحور جهود تطوير المناهج الدراسية لتشمل قيم التنمية المستدامة حول توجهين اثنين هما:

١– اعداد منهج جديد مستقل بمقرر او اكثر ذو توجه مباشر عن محاور التنمية المستدامة و تدريسه للطلاب كافة بما يتطلبه ذلك من ادوات وتكلفة وتدريب.

٢– دمج قيم و محاور واهداف التنمية المستدامة بتوجهات مباشرة و غير مباشرة في المناهج الدراسية الحالية وتعديلها لتقوم بالدور ذاته دون ان يتحول الامر لفكرة المقرر المباشر والذي قد لا يؤثر التأثير المطلوب في وجدان الطلاب.

التوجه الثالث و هو ما احبذه ان تتبني النظم التعليمية كلا التوجهين السابقين بان تطور مقررا عن اهداف التنمية المستدامة و قيمها يتم تدريسه خلال المراحل التعليمية المختلفة كل حسب ما يحتاجه في تلك المرحلة، وفي نفس الوقت يتم دمج اهداف التنمية المستدامة و قيمها في تدريس المقررات الدراسية التقليدية لكي تصبح جزءا من الاهتمام العام و الثقافة التعليمية و المجتمعية، اي اننا نمارس قيم التنمية المستدامة في كل مناهجنا ولا نكتفي بتدريسها في منهج مستقل فقط.

وقد شرفت بتكليف دولي مؤخرا لاعداد مصفوفة منهج تعليمي في هذا الشأن بالتعاون مع زملاء وشركاء دوليين وعلي الله قصد السبيل .. نسألكم الدعاء بظهر الغيب بالتوفيق لفريق العمل الذي لن يدخر وسعا لاعداد المصفوفة المطلوبة، ولعلها تكون فاتحة خير لعام جديد يحمل الخبر للجميع .. كل عام انتم جميعا واوطاننا و شعوبنا بخير وسلام و طمأنينة.

د. أحمد الجيوشي

        

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى