مقالات

جلب معلمين من الميدان إلى الديوان يزيد الطين بله؟

 

حقا نؤكد أن الوزارة غير المحظوظة دومًا والمنحوسة والموكوسة بمسؤوليها منذ سنوات مضت لم تشهد أي تطوير أو تقدم قط منذ ما يزيد على عقد كامل من الزمان، ونشهد أمام الله أنها -الوزارة- لم تمر بلحظات تعيسة ولا فاشلة ولا مخيبة للآمال كالتي تمر بها الآن واليوم حيث تهدمت وانهارت فيها بعض أركانها: الفنية، وذلك من خلال تدمير منظومة التعليم  شاملة المناهج والكتب والمعلمين، والإداره، وذلك من خلال هدم وتدمير وتجريف المنظومة الإدارية لها من خلال الهيكل الفنكوش الذي ابتدعه الغرابيلي بدعم أبو الشوق؛ ناهيك ان الكتب الخارجيه تمكنت من طلاب و تلاميذ مصر؛ ثانيا؛ لا معلم داخل الفصل ولا طلاب بل خارجه وخلافه وخلافه وخلافه؛ 
وأخيرًا وبالأمس القريب ظهر أحدث إعلان من الوزارة العصماء حيث تم تداول الإعلان المرفق مع مقالنا هذا، والذي لم يتم استيعابه ولا فهمه، ولا حتى قراءته! حيث إن كان صحيحًا ما جاء به وفعلًا تم توجيهه للمديريات فهذه مصيبة، وإن كان غير ذلك فالمصيبة أعظم!
أما عن احتمالية صحته فذاك دليل على أن الوزارة بمسؤوليها في حالة غيبوبة تامة ! فهل لا يعي الوزير -صاحب التعليمات الواردة في المكاتبة- عدد المعلمين الحاليين ونسبة العجز فيهم والتي تجاوزت ما يقرب من نصف مليون معلم؛ وليس لديه أي خطة واضحة ولا نية في سده؟! وما يتم حاليا (تعيين ثلاثون ألفا) هي مبادرات رئاسية ليس للوزارة دخل بها أو فيها ولم تكتمل بعد! ألا يعلم سيادته أن أبواب الوزارة مفتوحة على مصراعيها أمام الندب والمأموريات (الشمال ومن تحت الترابيذة) لأصحاب الحظوة  اللاتي يلتقطن غربان الديوان ليقفزن ويقفزوا على أكتافهم، والعدد في الليمون مما يزيد الطين بلة والعجز زيادة! ألا يعلم سيادته أن الدولة تعاني من شُح في الموارد والدعوة لفتح الباب وجلب معلمين من الميدان إلى الديوان يزيد من أعباء الدولة والوزارة التي ستكبد المالية مزيدًا من الأموال لمعلمين سيتم نقلهم للوزارة مع الضغط على المدارس من خلال زيادة العجز فيهم؟! ألا يعي سيادته أنه بهذا يوجه دعوة للنفور من المدارس (الخربة أصلًا) ويشجع على هجرة المعلمين لها؟! هل تم إشراك مسؤلي الوزاوة في هذا القرار العبثي العنتري الأخطبوتي أو الفكرة البلهاء التي لا نفع منها؟! وأين رئيس شئون المعلمين والتنسيق المسؤلة عن العجز في المعلمين وأين مساعد المديريات المسؤل عن شئونها وعن معلميها هل تمت استشارتهم في هذا؟! إن كان حدث ووافقا على هذا (وذاك متوقع جدًا أن يقوما بالبصم على تعليمات معاليه دون تفكير) فذاك عته، وهو قطعا متوقع أيضًا! وإن لم يحدث فالأولى والأكرم لهم أن يستقيلا ويحفظا ماء وجهيهما!
يبدو أنً معالي الوزير يريد تكرار تجربة الراحل خالد الذكر حسين كامل بهاء الدين وتقليده منذ ما يقرب من عشرين عامًا!
ولكن هيهات ثم هيهات فلا حسين إلا بهاء الدين ولا كامل إلا حسين كامل رحمة الله عليه، فلم يمر بالوزارة بعده سوى خالد الذكر أيضًا أحمد بدر!
أفِق سيادتك من غفوتك وأطب وطهر بطانتك تكن مستجاب الدعوة ومستجاب ومحقق الهدف!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى