مقالات

نهيتك ماانتهيت والطبع فيك غالب!

نهيتك وانتهيت والطبع فيك غالب!

بالأمس القريب باغاتتنا الأخبار. المتواردة من محافظات القُطر المصري؛ لا سيما الوجه القبلي وتحديدًا محافظتي سوهاج وأسيوط بأنباء عن فشل ذريع لطلاب الفرقة الأولى بكليات الطب! وهذا ليس بمستغرب بما تتبعه وزارة التجهيل ؟ اقصد التعليم؛ في الوقت السابق و الراهن من سياسات تعليمية لا علاقة لها من بعيد أو من قريب بأي نوع من أنواع التعليم على الإطلاق! فالوزارة التي تبنت سياسات تعليمية لم تتبعها أي وزارة تعليم في أي دولة أخرى -ولا حتى وزارات التعليم في أيٍ من جمهوريات الموز- قد نجحت نجاحًا منقطع النظير في وضع أسس للفشل والإفشال وتخريب منظومة التعليم وتجهيل أجيال آنية وأجيال آتية! وما فشل طلاب الطب السابق الحديث عنهم ببعيد! تلك السياسات التي اتبعت بقوة منذ عهد وزيرين سابقين !وحقيقة الدكتور رضا حجازي   الوزير الحالي يحاول اصلاح ما افساده الاخرين. 
وبنظرة محايدة مثلا لما أفرزته امتحانات الثانوية العامة نجد أن الأرقام -غير المؤكدة- هي: ما يقرب من عدد (١١٨,٠٠٠) طالب لهم دور ثان! وعدد (٤٢,٠٠٠) طالب راسبون لهم إعادة سنة كاملة! يعني ما يقرب من عدد (١٦٠,٠٠٠) طالب من أصل ما يقرب من نصف مليون بهم إصابات تعليمية! وهو رقم لم يظهر قط في أي دولة وإن اقتربت إحدى الدول منه يكون نصيب مسؤول التعليم الأول فيها إما الانتحار أو المحاكمة والسجن أو الاستقالة؛ أيهم أقرب وأوجه! وبالنظر لباقي عدد الطلاب فسنجد أن ما يقرب من نصفهم كانوا معروفًا عنهم التفوق بمدارسهم ومراحلهم التعليمية وأوائل في الترتيب؛ إلا أنهم خُذِلوا بمجموع أقل من (٦٠٪) أو (٦٥٪؜) دون معرفة السبب! وما يقرب من نسبة (٢٥٪؜) الأوائل لا يعلمون عن الثانوية العامة سوى اسمها فقط! ونأتي للربع الأخير وأولئك أبناء الحظوة وأهل الخطوة أصحاب المال والنفوذ الذين اشتروا اللجنة بملاحظيها ومسئولي التعليم في المديرية والإدارة الا ما رحم ربي، وما لجان سوهاج وغيرها ببعيدة!
وحيث إن هناك أنواع تعليم ما أنزل بها الله من سلطان: ياباني ونيلي ورسمي ورسمي دولي وقومي وخاص وتجريبي وتجريبي سوبر ومهلبية يا بهية! ناهيك عن تجريف المنظومة من عصبها سواء كتب أو مناهج أو حتى معلمين؛ الذين بلغ العجز فيهم مبلغه ولا حياة لمن تنادي! ويظل مسؤلي الوزارة مشغولون بصراعاتهم على اللجان والسبوبات والمكاتب المكيفة والسيارات الفارهة واللا مؤاخذة!
ورغم أنه قد بُح صوتنا وأصوات العديد من الشرفاء الغيورين على التعليم وعلى أجيالنا القادمة إلا أن اليأس قد بلغ منتهاه ولم يعد هنآك فائدة ولا بادرة أمل تلوح في الأفق ولا مجيب! وكأن الطبع فيهم غلاب!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى