منوعات

اللامركزية بين الأصولية والمهلبية!

اللامركزية بين الأصولية والمهلبية!
لا زالت بصمات الراحل الدكتور حسين كامل بهاء الدين في كل جوانب المنظومة التعليمية، والذي كان من بين أفكاره-التي نُفِذت بعد فترة توليه للوزارة- تجربة اللامركزية، والتي أشرف على تنفيذها العملاق الدكتور حسن البيلاوي؛ رائد التطوير، والذي خلال فترة توليه كمستشار أول لوزير التربية والتعليم شهدت الوزارة أول وآخر تجربة فريدة للامركزية في قطاع التعليم، وفي ثلاث محافظات: الفيوم، الإسماعيلية، والأقصر؛ كمشروع تجريبي (pilot project)، حيث تولت المدارس في هذ المحافظات الثلاث إدارة العملية التعليمية بشكل كامل وبإشراف مباشر من الإدارة والمديرية؛ بعيدًا إلى حد كبير عن بيروقراطية وصلف الوزارة؛ التي لم تتدخل ولم تفرض سياساتها عليها، وكان مدير المدرسة في هذه المحافظات يعمل كوزير تعليم في مدرسته! الغريب أن الفكرة نجحت بشكل كبير؛ حتى فيما يتعلق بأعمال الامتحانات ولم تظهر حالة غش واحدة تم الإبلاغ عنها! وكان من المفترض تعميم هذه التجربة؛ إلا أنها وُئِدت بعد مغادرة الدكتور البيلاوي للوزارة وتركه منصبه!
والشيء بالشيء يذكر ك؛ فحرص الوزارة على الحد من ظاهرة الغش ليعد أمرًا محمودًا وتُرفع له القبعات، وأن الإجراء السريع بتوجه معالي الوزير إلى محافظة كالدقهلية -مسقط رأس سيادته- للوقوف على حالات الغش في امتحانات الشهادة الإعدادية -مركزيًا- التي زادت بهذه المحافظة بشكل فج، وكأنه يقصد بها توجيه رسالة للمجتمع عن هذه المحافظة التي أتى منها وزيرا تعليم: سابق وحالي ليست كأي محافظة أخرى فهي مسقط رأس العظماء ! فهل يعيد الوزير فكرة الراحل حسين كامل بهاء الدين للقضاء على الغش والتسريب اللي مالي المنظومة،؟ وذاك ما يدعو للتساؤل عن الدور المنوط بالسيد مدير المديرية هناك وعن دوره في هذا؛ بشكل لا مركزي فهذا اختصاص أصيل له! ونحن قطعًا لا نوجه إتهامات لكائنًا من كان! ورغم كل هذا فإن الأمر كله يقع في نطاق اختصاص السيد مدير المديرية ومحافظ الإقليم، وليس للوزير أي دور به؛ فمن المعروف أن امتحانات الشهادة الإعدادية تتم بشكل لامركزي بعيدة عن الوزارة تمامًا، ولا سلطان للوزارة عليها من قريب أو من بعيد؛ فهي تقع جميعها بواضعيها ومنفذيها وسلطاتها وبابا غنوجها في نطاق المحافظ! فضلًا عن وقوع حالات الغش في جميع المحافظات، ولم يتوجه الوزير إليها! فالغش قد أصبح في حد ذاته ظاهرة وعرض! ظاهرة لسوء الأخلاق بوجه عام! وعرض لمرض عُضال أصاب العملية التعليمية في مقتلها وهو فساد إدارة هذه المنظومة وبعدها عن الأهداف الحقيقية لها! ولكي يتم الاستشفاء من هذا المرض؛ يتعين استئصال العديد من المتسببين فيه والفاسدين الذي أفسدوه؛ فهم كالورم السرطاني! ومن ثم يلزم تخليص البشرية من آلامها وأمراضها وإحالتهم للنيابة ، وتنظيفها من الفاسدين، بيد أن ذلك لن يكون إلا إذا تم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وهو ما يجب أن يتم من أعلى الهرم -ديوان الوزارة- نزولًا للمدارس؛ فهل يمكنك ذلك ؟!وهل تتكرر نفس مشاهد الإعداديه في الثانويه من غش وخلافه الاسبوع القادم؟ إ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى