منوعات

سماسرة؛ المعونة الأمريكية ومدارس المتفوقين (STEM)

المعونة الأمريكية ومدارس المتفوقين (STEM)
ليس هناك من شك أنه يتعين على كل نظام ومنظومة تعليمية رعاية المتفوقين بها رعاية خاصة جدًا، وقديمًا كانت هناك مدرسة للمتفوقين في منطقة عين شمس، والتي لم يُسمع عنها غير كل خير؛ على الرغم من عدم شهرتها بالقدر الكافي حتى وُئدت بشكل شبه كامل بعدما تم افتكاس فكرة مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا والرياضيات المعروفة إعلاميًا بمدارس (STEM)، والتي رعتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والتي يتعين السؤال خلفها عما قدمته هذه المدارس من مواهب ومتفوقين منذ إنشائها حتى هذه اللحظة، وقطعًا سيكون الجواب هو لا شيء يُذكر على الإطلاق، وليس الأمر أكثر من مجرد سبوبة بالورق الأخضر للعاملين على الفكرة في الهيئة الأمريكية (أجانب ووطنيين: الخبراء والمشرفين؛ على التوالي)؛ فضلًا عن سبوبة موازية للعاملين على المشروع لبعض أبناء الديوان! وبمتابعة طلاب هذه المدارس نجد أنهم لا ميزة لهم وأنهم -في غالبيتهم- من أبناء العاملين في الديوان والمديريات وأصحاب الحظ إلى جانب عدد من أبناء بعض الأسر الطامحة في هذا التفوق الوهمي! وحيث إن العباقرة دائما تكون أعدادهم محدودة للغاية؛ فكان من المهم أن يكون لهم مكان خاصا ولا يكون هناك تعميم؛ الأمر الذي حدث مع هذه النوعية من المدارس والتي اوشكت أن يكون بكل محافظة مدرسة أو أكثر! وهو ما يوجه الفكرة لتشبيهها بالمدارس التجريبية والتي باتت تنافس المدارس الخاصة في العدد! ومن ورائها الرسمية الدولية والتي تأخذ نفس التراك! وكأننا بتنا سماسرة أنواع تعليم فقط يجلب المال للوزارة والعاملين على الفكرة، ولا عزاء لما كان يسمى بالتعليم الحكومي! وحيث إننا من المؤمنين تمام الإيمان أن الغرب لن يفيد في شيء سوى في التخريب والتدمير والابتزاز للثروات المادية والبشرية؛ على حد سواء، وذلك بمعاونة ودعم بعض المسؤلين الذين لا هم لهم سوى الشو والمال؛ فلن تفيد مدارس متفوقين ولا رسمية دولية ولا خاصة في نهضة مجتمعات؛ حيث إنها أفكار دخيلة وتخريبية في المجتمع ولن تجدي في شيء، وكان الأولى والأهم هو رعاية كافة الطلاب في مدارس الدولة التي يرتادها السواد الأعظم منهم؛ فهؤلاء هم وقود التنمية وعمودها الفقاري! ولا يجب أن نأمن لمخططات وأفكار المنظمات الأجنبية العاملة فلو كان فيها خير ما رماها طير! وعلينا أن نسأل أنفسنا: ما الذي قدمته هذه المنظمات الدولية منذ تواجدها في المجتمعات التي تسربت وتغلغلت فيها حتى تاريخه: اليونسكو، اليونيسيف، المعونة الأمريكية، وغيرها من المنظمات التي تفتح لها وزارة التعليم ذراعيها من كل اتجاه؟! فلو تم قياس أثر تواجد هذه المنظمات وغيرها؛ لوجدنا حقائق صادمة جميعها تصب في تخريب وتدمير منظومة التعليم في كافة البلدان التي تواجدت فيها، وأكبر دليل على ذلك أن هذه المنظمات لا تعمل في الدول المتقدمة! وبذلك يصدق فيها المثل الشعبي: مستحيل ها ييجي من الغرب ما يَسُر القلب!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى