مقالات

شئون المديريات بين الواقع والمأمول!

شئون المديريات بين الواقع والمأمول!
بالأمس القريب كنا قد طرحنا ما قام به السيد مساعد الوزير لشئون المديريات فيما يتعلق بتوجيهه لكيانيَّ المتابعة وشئون المديريات بعدم التواصل مع المديريات إلا من خلاله وتحت إشرافه، وهو ما توسمنا فيه الخير! إحكامًا للسيطرة ومنعًا للعبث وتوقفًا لنزيف الفساد والفشل الذي طال بعض الكيانات !
وحيث قد أثنينا على هذه الخطوة وباركناها أملًا في تلافي الوصول للنتائج السابقة؛ فضلًا عن منع الازدواجية؛ فقد وقع بين أيدينا -دون قصد- إحدى كتب السيد مساعد الوزير للمديريات؛
والموجه لها، والذي قد تضمن مطالبة المديريات بعدة نقاط من بينها: موافاة سيادته بإسطوانة مدمجة (CD) تتضمن عرض تقديمي يشمل عدة نقاط غاية في الأهمية؛ من وجهة نظر سيادته:
أولًا: إنجازات المديرية خلال فترة تولي كل مدير.
ثانيًا: مقترحات التطوير وتحسين الأداء بالمديرية والإدارات العامة التابعة.
كما يجب أن يتضمن العرض ما يلي: أنشطة المديرية مع منظمات المجتمع المدني، عدد الرحلات التي قامت بها ونظمتها المديرية للمشروعات القومية للدولة، نسبة التسرب من التعليم بكل مديرية، نسبة تحصيل المصروفات الدراسية، معدلات تحصيل نسبة المديرية لصندوق دعم المشروعات التعليمية، موقف المديرية ومدارسها من الاعتماد من الهيئة القومية للجودة، وأخيرًا توجيه الدعوة لمديري المديات لحضور لقاء بقاعة الڤيديو كونفرنس.
ونظرًا لكوننا من المهتمين بالعملية التعليمية ونئن معها لما تتألم به، ويوجعنا ما يوجعها؛ فقد قرأنا منشور السيد المساعد بعيننا لا بعينه ولا عين فريقه عمله؛ الذي يُرى أنه لم يقدم أي نُصح، حيث إنه وفيما يتعلق بالبند الخاص بإنجازات المديرية خلال فترة تولي كل مدير؛ فنرى أن سيادته لا يعلم الآلية الحقيقية التي يتم بها اختيار المديرون بالمديريات، وهي القائمة، بشكل كبير على الواسطة والمحسوبية وإرضاء شخص بعينه والتودد له، ولي نعمتهم والذي يدينون له — بالولاء التام! فضلًا عن كون أن هؤلاء تم زرعهم في أماكنهم منذ سنين طويلة، ومن ثبت منهم فشله في مديرية ما؛ كان ولا زال يتم إعادة تدويره في مديرية أخرى، وذلك قطعًا للاستفادة بفشله في مكان جديد وتوسيع رقعة هذا الفشل! الا ما رحم ربي فهناك مديريات حققت وتحقق إنجازات ملموسه؛؛ ولكن الفشل له ناسه؛؛ فعن أية إنجازات يقصد سيادته؟! وهل مثل هؤلاء يكون لهم إنجازات؟! قطعًا ستمتلىء الإسطوانة المطلوبة بلقاءات المدير بأعضاء المجالس وضيافة فلان، وتلقي مكاتبة من علان، والرد على مكاتبة ترتان؛ فهم ليس لديهم شيء ليعطونه! فكان من الأولى لسيادته أن يطلب ملفات تعيين وتكليف وندب هؤلاء لمعرفة كيفية وصولهم لهذا المستوى الوظيفي، ومن ثم إعادة تقييمهم؛ وفقًا لهذا ومن يثبت منهم كرامة؛ يظل وليرحل دون ذلك منهم، وهم كُثُر وفيما يتعلق بمقترحات التطوير بالمديرية والإدارات! هل يعلم سيادته أن عدد المديريات حوالي (٢٧) مديرية، ومتوسط عدد الإدارات حوالي (١٠)؛ ما يعني أن الإجمالي يقترب من عدد (٢٧٠) – تحت العجز والزيادة -كيان إداري؛ يزيد أو ينقص! هل لديه القدرة على فحص ذلك؛ نعلم أن فريق عمله ليس بالتأهيل المطلوب لمثل هذه المهام! فضلًا عن أن المديريات قد ابتليت بكارثة الهيكل الفنكوشي المستمدة روحه من هيكل الوزارة الموكوس الذي قلب الحال رأسًا على عقب! حيث بالنظر إلى الوكسة المسماة زورًا بهيكل المديريات سنجدها صورة طبق الأصل من خيبة هيكل الديوان التي أنهت الديوان وقضت عليه تمامًا؛ فهل المديريات ومديروها قادرين على التعامل مع مثل هذه المتغيرات؟!
كما طالب سيادته المديريات بما سبق سرده من طلبات في الكتاب المرفق صورته، على الرغم من أن هذا -وفقًا لاختصاصات سيادته- يبعد إلى حد كبير عن أولوياته؛ فضلًا عن أنه يمكنه الحصول على كل هذا من إدارات قائمة بالديوان العام بالفعل؛ كالمشاركة المجتمعية، صندوق الدعم، إدارات الأنشطة، والأهم إدارة؛؛ الغرابيلي؛؛ التي لا عمل لها سوى قلب كل شيء رأسًا على عقب وتجريف الميدان وتحاول تخرَّيب الديوان!
وعند الحديث عن الجودة وموقف المدارس من الاعتماد؛ فلدينا سؤال قد يكون وجيهًا: ماذا قدمت هيئة الجودة والاعتماد منذ تأسيسيها منذ ما يزيد على العشر سنوات للعملية التعليمية؟! وما حال التعليم في ظل وجودها؟! وما مدى رضا العميل – وهو أهم وأشمل وأبسط تعريف للجودة عالميًا- عن التعليم والعملية التعليمية؟!
هل من مجيب؟!
سيدي المساعد الوقور لا نريد إلا الإصلاح والنصح ما استطعنا؛ فنرجو منك أن يتسع صدرك لرأينا؛ الذي لا شك ليس نقدًا بل مجرد رؤية قد تفيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى