مقالات

شكرا رضا حجازي؛؛ الصومال والأهمية الاستراتيجية والسياسية والتاريخية

الصومال والأهمية الاستراتيجية والسياسية والتاريخية!
فاجئتنا الزميلة أخبار اليوم الإلكترونية بتاريخ ٢٠٢٣/١/١١ بخبر عن لقاء جمع بين وزير التعليم المصري ونظيره الصومالي، وهو ما دفعنا شغفًا لقراءة المقال كاملًا؛ حيث تم استيضاح عدة نقاط غاية في الأهمية، والتي من بينها تأكيد الطرفين على استمرارية التعاون فيما بينهما، ومن ثَم كان لزامًا أن نعرف أكثر -ونحيطك علمًا أيضًا عزيزي القاريء- عن الصومال، ولماذا الصومال تحديدًا؟! وفي ضوء ذلك استقصينا الحقائق عن هذا البلد؛ الذي يُصنف بالشقيق، حيث وجدنا العديد من الحقائق والأمور الغائبة، والتي لا يعلمها الكثير؛ ما يعني أن هناك قصورًا في أداء وزارة التعليم -في هذا الملف تحديدًا – وذلك فيما يتعلق بالتسويق الجيد والإيجابي لما يُصنف بإنجازات ونجاحات رجالاتها.
الصومال؛ الذي يُعد عمقًا استراتيچيا عظيمًا لمصر في منطقة القرن الإفريقي، والذي يمتلك ساحلًا يبلغ ما يقرب من (٣٣٠٠) ثلاثة آلاف وثلاثمائة ميلًا على ساحل المحيط الهندي، وهو بهذا يعد الأطول في قارة إفريقيا! فضلًا عن خليج عدن ومضيق باب المندب الذي يعد بوابة مرور للبحر الأحمر ومنه إلى قناة السويس ثم البحر المتوسط، ولك عزيز القارىء أن تتخيل مدى أهمية ذلك لمصر سياسيًا واستراتيجيا.
يربط الصومال بمصر علاقات ممتدة في عُمق التاريخ؛ تصل لفترة حكم الملكة حتشبسوت! والصومال بلدًا عربيًا إفريقيًا إسلاميًا؛ ما يعني ارتباطه الوثيق بمصر؛ التي لم ولن تدخر جهدًا في تقديم كل عون ممكن له؛ فمنذ خمسينيات القرن الماضي بدأت البعثات التعليمية إلى الصومال الشقيق، بيْد أنها توقفت منذ بدء فترة الحرب الأهلية الصومالية في بداية تسعينيات القرن الماضي أيضًا والتي ألمت بالصومال وأصابته بسوء خلال ما يقرب من (٢٠) عشرون عامًا؛ أبادت خلالها الأخضر واليابس، وتسببت في لجوء العديد من الصوماليين لمختلف دول العالم، قطعًا من بينها مصر، حيث أثبت هؤلاء الصوماليون النجاح والتفوق في كل مكان؛ فلا عجب فهو شعب مثابر، مقاتل، مكافح، ناجح، مؤمن وملتزم تمامًا بتعاليم الإسلام والإنسانية.
ورغم كل هذه الصعاب التي ألمت بهذا البلد، كان عزم وتصميم القيادة السياسية في مصر على العودة للصومال، وإثبات الوجود المصري ثانيةً به لما يربط البلدين من علاقات قوية، وتحقيقًا لأهداف مصر الاستراتيجية في منطقة القرن الإفريقي؛ فكانت دعوة فخامة الرئيس السيسي في بداية حكمه الرشيد لنظيره الصومالي حسن شيخ محمود للقاء والاتفاق على عودة التعاون والدعم المقدم منً مصر للصومال، والذي كان باكورته التعاون في مجال التعليم، وعودة البعثة التعليمية المصرية للصومال.
وحيث لا توجد معلومات متوافرة عن هذا التعاون -ما يعني ضعف وزارة التربية والتعليم وجهازها الإعلامي في تسويق إنجازاتها ونجاحاتها – فقد كان لزامًا البحث عن مصادر للمعلومات، وبالفعل تم التوصل إلى صفحة البعثة على الفيسبوك: (https://www.facebook.com/profile.php?id=100013717757155&mibextid=LQQJ4d)؛ حيث وجدنا العديد من الإنجازات لأول رئيس للبعثة التعليمية في الصومال والذي كان كأليس في بلاد العجائب! ورغم أنه قد بدأ بمدرسة واحدة في عامه الأول ٢٠١٧/٢٠١٦، إلا أنه وعند انتهاء ولايته كان قد وصل بعدد المدارس إلى (٤) متوسعًا في عدة ولايات صومالية، وكذا متنوعًا في أنواع التعليم بين عام وفني ورياض أطفال وتعليم مجتمعي! ويُذكر بأن الدكتور الوزير الحالي حجازي كان مؤيدًا له ولتوسعاته؛ وكان له الفضل -بعد الله- في نجاحات عِدة خاصة فيما يتعلق بفتح منظومة التعليم المجتمعي بمدارس البعثة في الصومال، وهو ما يعني أن السيد الدكتور الوزير الحالي ذاته؛ الذي كان حينذاك نائبًا للوزير وقبلها رئيسًا لقطاع التعليم العام، كانت بصماته وإنجازاته عابرة للحدود، وذات صبغة سياسية واستراتيچية ورؤية رشيدة وثاقبة تعود بالنفع السياسي والاستراتيجي على الوطن، وكذلك التعليمي.
حتى وصلنا لزيارة الوزير الصومالي؛ الذي أكد على أهمية التعاون مع الجانب المصري وشاكرًا لجهود الدكتور الوزير في دعمه للعملية التعليمية بالصومال، وشاكرًا لجهود البعثة التعليمة المصرية بالصومال خاصة في أعوامها الأولى التي نتج عنها وصول عدد المدارس المصرية لما يقرب من العشرة مدارس خلال فترة بسيطة.
كل الشكر للسيد الدكتور الوزير حجازي على دعمه للصومال الشقيق، وللسيد الرئيس الأسبق للبعثة الذي واجه التحديات والصعاب لوضع نواة البعثة التعليمية المصرية الأولى في هذا البلد الشقيق، والشكر الدائم غير المنقطع للسيدة مدير عام الإعارات التي كانت ولا تزال داعمة وبقوة للبعثات التعليمية في كافة الدول الإفريقية، ليس للصومال فقط؛ حيث لم تدخر سيادتها جهدًا في هذا، وكذا الشكر لسفارتنا الموقرة في مقديشو التي دعمت وبقوة التواجد المصري في منطقة القرن الإفريقي.
والشكر والتقدير لصاحب الرؤية الثاقبة والاستراتيجية فخامة الرئيس السيسي على دعم سيادته للصومال في كافة المجالات والتي على رأسها التعليم، حرصًا على مصالح الشعب الصومالي وكذا مصالح مصر الاستراتيجية في العمق الإفريقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى