مقالات

التعليم؛؛ تسلم طلاب مصر لمؤسسة سلاح التلميذ؛؛ ومستشاري المواد شُغلتك عالمدفع ….. بوروروم!

كتب عبدالمؤمن قدر 

شُغلتك عالمدفع ….. بوروروم!
مؤسف ومخزي ومشين ما وصلت إليه حال منظومة التعليم في مختلف جوانبها؛ فلا أحد أصبح قادرًا على إصلاحها، والعودة بها إلى مسارها شبه الصحيح حتى، والذي كنا نظنها عليه! فلا تكاد تشعر -باطلًا- باطلًا بأننا قد استطعنا -أو كلما سد الوزير ثقب – حتى يظهر ثُقبًا غيره … أوسع وأعمق! وأصبحنا موقنين بأن الدكتور رضا حجازي يحاول الإصلاح؛ ولكن هل يستطيع؟
فبالأمس القريب وصل للمديريات التعليمية -التي أصبحت تشبه أم العروسة الفاضية ومشغولة بالكتب الدورية؛ التي تجاوزت الخمسون كتابًا! والفاكسات والأوامر الإدارية- وذلك في مختلف أنحاء القُطر العزيز فقد وصلها أيضًا كتاب السيدة الفاضلة رئيس مركزية التعليم العام ومدير التعليم الابتدائي؛ موجهًا المديريات التعليمية بالالتزام بتدريبات تخص مادة الدراسات الاجتماعية -قطعًا سبقها أو يتبعها مواد أخرى- والتي يتم التعاون فيها مع مؤسسة سلاح التلميذ! ما يعني تسليم أبناءنا ومعلمينا وموجهينا ومستشاري موادنا الدراسية لهذه المؤسسة وغيرها من أصحاب المنفعة والسبوبة! بل وألزم الكتاب ذاته موجهي المادة بمتابعة هذا العوار، ولا شك أن مستشار مادة الدراسات قد أُلزم هو الآخر بهذا الأمر!
ولا شك أن مثل هذا الأمر ليعد إساءة وإهانة تسببت في تحويل موجهي ومستشاري المواد الدراسية إلى عمال بالقطعة؛ يأتمرون من أصحاب دور النشر ومؤسسات طباعة الكتاب الخارجي! وجعلت الكثير منهم كالذي ينتظر بالغلأ والفأس أن يُمَّن عليه من صاحب السلاح أو غيره من دور النشر؛ ليلقي إليه بالفتات! وأصبحت شغلة مستشار المادة بالوزارة وموجهها في الميدان بوروروم!
وهذا بكل أسف مدعومًا ومؤيَدًا من مسئولي التعليم ، ولتذهب أية اتفاقية مشبوهة في هذا الشأن إلى الجحيم!
وبديهي أن هذا العوار يتمثل في أن مؤسسة كتاب خاص خارجي يستنزف أموال أولياء الأمور وأموال الدولة، ولا شك أن هناك من يعاونه داخل الوزارة في هذا، وقطعًا سيكون المركز المسؤل عن المناهج والذي تحول إلى إدارة، ولكن بنفس أدواته التي دأبت على مثل هكذا أمور، وعلى العمل بالقطعة، ولا زال! مهمشًا في ذلك دور أعمدة المواد وفقهائها: مستشاري المواد الدراسية؛ الذين فقط أصبحوا متابعين ومنفذين لسياسات وقرارات غير مدروسة ومن غير ذوي الشأن! وهو ما يُعد انتكاسة شديدة تضاف إلى الانتكاسات التي مُنِيَ بها قطاع التعليم! فمؤسسة مثل هذه وغيرها من مؤسسات السبوبة والمصلحة، والتي يتم لصالحها تشويه الكتاب المدرسي؛ الذي أصبح في خبر كان! لا شك أشبه ما تكون بالسمسار الذي يدير منظومة التعليم من الباطن، والذي سلمها له بكل أريحية المقاول الأصلي القابع في القصر، والذي يتعين محاسبته على هذا الخراب التعليمي!
رحم الله الراحل الجميل الدكتور عادل شكري؛ مستشار أقوى وزير تعليم: الدكتور أحمد زكي، والذان تمكنا بقوة وبنجاح مشهود لهما من تركيع وإخضاع مؤسسات الكتب الخاصة ودور النشر لصالح المنظومة وأولياء الأمور؛ بالإضافة إلى تحصيل حق الدولة ومنع احتكار أي منهم لأي كتاب، ليس كَرهًا لأصحاب دور النشر هذه؛ بل احترامًا وإجلالًا لعقلية عظيمين وطنيين حريصين على الأجيال، ويُذكر أن أحدهم أو بعضهم كان له تصريحًا مشهورًا عن شكري خلال لقاءاته بهم ومفاوضاتهم في شأن تراخيص وطباعة الكتب الخارجية: عادل شكري في مفاوضاته معنا؛ قلعنا هدومنا!
رحم الله شكري ورحم أيام بدر وأطال في عمره؛ فما أحوجنا لرجال مثلهما!
فهل من مُغيث؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى