مقالات

عبد المؤمن قدر يكتب : قول للزمان ارجع يا زمان …..!

وابئا هاتلي تعليم لا اتشوه ولا وقع ولا شاف هطلان!

يراودنا جميعًا أيام زمان والتعليم بتاع زمان، والمعلم بتاع زمان، والمدرسة بتاع زمان، والطالب بتاع زمان، والأهم بئا ولي الأمر بتاع زمان!
كان زمان التعليم له طعم، والطالب كان له سمات مميزة، والمعلم كانت له هيبة، وولي الأمر كانت له حاجة مهمة!
كانت العلاقة بين المعلم والطالب وولي الأمر علاقة تكاملية ليس بها أي تعارض أو اختلاف! وكان مع ولي أمر الطالب تربطهما مصالح مشتركة: التربية والتربية والتربية والتعليم! نعم كان يكملان بعضهما البعض في شأن التربية، وكان المعلم ينفرد بعملية تعليم النشء! وكان ولي الأمر على طول الخط مؤيدًا للمعلم في وجهة نظره التربوية، وطرق تدريسه، ووسائل تعليمه؛ بل وفيما يتعلق بشأن تربية أبنائه لم يكن يعرض عليها قط!
“يا أستاذ اضربه وكسَّره وأنا ها أجبَّر وأعالج وأصلَّح!”؛ من منا في طفولته لم يسمع هذه الجملة من أبيه موجهة لمعلمه حين يرتكب خطأ ما؛ تربويا كان أو تعليميًا؟! أكاد أُجزم بأننا جميعًا عايشناها ولم نعترض أو يعترض على ذلك مسؤل أو مجتمع؛ حيث إنها كانت تصب في المصلحة العامة للنشء!
ويأتي زماننا هذا -والذي واللهِ لا نعيبه نظرًا لأن العيب فينا نحن- ونجد العلاقة قد تفسخت وانهارت تمامًا فيما بين المعلم والطالب من ناحية، وبين المعلم وولي الأمر من ناحية أخرى! فلا المعلم أصبح يهتم بتربية الطالب وتعليمه ولا ولي الأمر بات حريصًا على تربية أبنائه -زي زمان يعني- ما أدى إلى انهيار تام لمنظومة القيم -تلك التي وضعت وزارة التربية والتعليم منهجًا وكتبًا لها أسمتها القيم والأخلاق! – ومنذ وُضعت واستوت لم تعد هناك قيم ولا أخلاق! وانهارت المنظومة الأخلاقية وسقطت؛ معها كل القيم! فبالأمس القريب سمعنا عن حادثة -لم يتم توثيقها ولا اتخاذ إجراء بشأنها- وقعت في إحدى مدارس الدلتا، والتي ضبطت معلمة أحد الهواتف النقالة بحوذة طفلة في مرحلة التعليم الأساسي وبه العديد من مقاطع الفيديو الإباحية التي تقشعر لها الأبدان! واللافت للنظر أن الطفلة -ليست طفل – كانت تشاهد هذه الڤيدوهات الخارجة والإباحية أثناء اليوم الدراسي وداخل الفصل الدراسي وأثناء قيام المعلمة بممارسة مهمتها التربوية! حيث أُصيبت بصدمة شديدة لمشاهدة هذا الفُجر من طفلة في هذه المرحلة! ونظرًا لكون المعلمة من نفس قرية الطفلة التي منها إدارة المدرسة؛ فلم يتم اتخاذ إجراء رسمي بشأنها خوفًا على سمعة الطفلة وأهلها! وهو أمر يُعد بالمشين حيث إننا لن نصلح من أبنائنا حين نضع رؤوسنا في الرمال كالنعام!
ومن هنا نتوجه للسيد الدكتور وزير التربية والتعليم ونهيب به، وهو المعروف بكونه معلمًا وتربويًا في الأساس، والمعروف عنه حرصه الشديد على صالح أبنائه وبناته الطلاب والطالبات؛ تربويًا قبل تعليميًا، وهو من رفع الشعار الأخلاقي: “قُم للمعلم وفهِ التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولًا”، نرجوه أن يعيد للعملية التربوية أولًا ثم التعليمية هيبتها ورونقها وأن يتخذ ما يمكن من إجراءات لمنع حدوث مثل هذه الأمور والتي لا شك تُصنَّف كالسوس الذي ينخر في عظام ليس فقط التعليم والأطفال بل في نسيج وعظام المجتمع كله.
ولو تم المُراد هنا يعود الزمان كما كان!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى